2025-07-31 10:32:44
في عالم كرة القدم، تختلف معايير التعاطف مع المدربين بشكل لافت. بينما نال يورغن كلوب تعاطفًا كبيرًا من الجماهير والإعلام خلال مواجهة موجة إصابات عنيفة في ليفربول، يبدو أن بيب غوارديولا لا يحظى بنفس المعاملة رغم معاناته مع إصابات مماثلة في مانشستر سيتي. فما السبب وراء هذه الازدواجية؟

أولاً، الفارق في التوقعات. ليفربول، تحت قيادة كلوب، بنى سمعته على الروح القتالية والقصص الملهمة، مما جعل الجماهير تتعاطف معه عندما واجه أزمات خارج سيطرته. أما سيتي، فبسبب قوته المالية وأعماق تشكيلته، يُنظر إليه على أنه "يجب أن يفوز" بغض النظر عن الظروف. حتى عندما فقد غوارديولا لاعبين أساسيين مثل كيليان دي بروين وإيرلينغ هالاند، ظل النقاد يرون أن الفريق يمتلك بدائل كافية للتعويض.

ثانيًا، سياسة غوارديولا في التناوب والإنفاق. الرجل اشتهر بقدرته على إدارة الفريق بتشكيلات مختلفة، مما جعل الجميع يعتقد أن أي غياب يمكن تعويضه بسهولة. لكن هذه الميزة نفسها تحولت ضد سمعته، لأنها خلقت انطباعًا بأنه لا يعاني حقًا من الإصابات، بل لديه دائمًا حلول بديلة. بينما في حالة ليفربول، كان غياب فيرجيل فان دايك أو محمد صلاح بمثابة ضربة قاصمة لأن البدائل لم تكن بنفس الجودة.

أخيرًا، قضية الإنفاق. غوارديولا، رغم براعته التكتيكية، ارتبط اسمه دائمًا بصفقات باهظة الثمن. حتى عندما نجح في تطوير مواهب مثل فيل فودين، ظل الجميع يتذكر الصفقات الفاشلة مثل بنجامين ميندي أو جون ستونز. هذا جعل النقاد يعتبرون أن أي إنجاز يحققه هو "نتيجة طبيعية" للإنفاق وليس للعبقرية التدريبية.
في النهاية، التعاطف في كرة القدم ليس عادلاً. غوارديولا ربما لن ينال الإشادة التي يستحقها إلا إذا حقق إنجازًا في فريق محدود الموارد، لكن حتى ذلك الحين، سيظل النقاد يرون أن "الأموال" هي سر نجاحه، وليس موهبته.