2025-07-31 09:54:34
في الأيام الأخيرة، تصدرت قضية رحيل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس عناوين الصحف العالمية، مما أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كان النادي الملكي قد أهان أسطورته البرتغالية. ولكن عند تحليل الأمر بعمق، نجد أن الصفقة كانت منطقية من الناحية الرياضية والمالية لكلا الطرفين.

من جانب ريال مدريد، فإن القرار ببيع رونالدو في سن الـ33 ليس إهانة، بل خطوة استراتيجية. النادي الذي يعتمد على سياسة التجديد المستمر، وجد نفسه أمام فرصة ذهبية لبيع اللاعب بسعر ممتاز (100 مليون يورو) قبل أن يفقد قيمته السوقية مع تقدمه في العمر. كما أن رحيل رونالدو يفتح الباب أمام جيل جديد من النجوم لقيادة الفريق، خاصة مع وجود مدرب جديد مثل جولين لوبيتيغي الذي يسعى لبناء فريق على مقاس رؤيته.

أما من وجهة نظر رونالدو، فإن الانتقال إلى يوفنتوس يمثل فرصة مثالية. النادي الإيطالي يقدم له راتباً خيالياً (30 مليون يورو سنوياً صافي الضرائب)، بالإضافة إلى تحدٍ جديد في الدوري الإيطالي الذي يسعى لاستعادة مكانته بين أفضل الدوريات الأوروبية. كما أن يوفنتوس يمنحه الفرصة ليكون النجم الأوحد في فريق يطمح للفوز بدوري الأبطال، وهو ما يتناسب مع طموحاته الشخصية.

على الصعيد التسويقي، فإن الصفقة تعتبر انتصاراً ليوفنتوس. ارتفاع أسهم النادي بنسبة 10% بعد الإعلان عن الصفقة يثبت القيمة التجارية الهائلة لرونالدو. كما أن عمالقة السيارات فيات، الراعي الرئيسي للنادي، مستعدون لتمويل جزء كبير من الراتب مقابل الاستفادة من شهرة اللاعب في الحملات الدعائية.
ختاماً، يمكن القول إن ريال مدريد لم يهين أسطورته، بل اتخذ قراراً صعباً لكنه ضروري لمستقبله. بينما وجد رونالدو في يوفنتوس بيئة مثالية لمواصلة إنجازاته. الصفقة تثبت أن في كرة القدم الحديثة، لا مكان للعواطف عندما يتعلق الأمر بالقرارات الاستراتيجية.